منذ ان التقى الامام زين العابدين في كربلاء بالصحابي جابر بن عبد الله الانصاري اصبحت كربلاء قبلة للزوار في يوم العشرين من صفر ـ اربعين الامام الحسين ـ يؤمها الملايين من المسلمين من الكثير من البلدان العربية والاسلامية ـ اضافة الى العراق.
واصبح الزوار يتزايدون سنة بعد اخرى وتشير الاحصائيات الى ان عدد الزوار يوم الاربعين سنة 1968 بلغ اكثر من نصف مليون زائر، وارتفع عددهم في بداية السبعينات الى حوالي مليون زائر حتى بدأت سلطات نظام البعث البائد بمحاولات عقيمة لمنع الزوار من اداء زيارة الاربعين خوفا من النقمة وتحسبا من الثورة ضد الظلم والطغيان، وقد ذهب في سبيل ذلك الاف المؤمنين بين شهيد ومسجون ومعذَب على ايدي أزلام نظام الدكتاتور صدام، ولكن بعد رياح التغيير التي هبت على العراق ونهاية الدكتاتورية الصدامية انفسح المجال للمسلمين لزيارة الامام الحسين حتى وصلت اعداد الزائرين (في زيارة الاربعين) خلال السنوات التي اعقبت 2003 لأكثر من خمسة ملايين زائر، بينما بعض وسائل الاعلام قدرت اعداد الزائرين بـ ثمانية ملايين زائر، جاء اغلبهم من مدن العراق المختلفة وكذلك من الدول العربية والاسلامية وخاصة من ايران والهند وباكستان والبحرين والكويت والسعودية.
وخلال اقامة الشعائر الحسينية في يوم الاربعين في كربلاء يصل عدد المواكب الحسينية الى الفي موكب احيانا، يتوزعون بين مقرات المواكب والحسينيات والمساجد، وكذلك الفنادق والمقاهي والمطاعم بحيث تضطر الالوف من الزائرين الى قضاء ليلة زيارة الاربعين في الصحنين الشريفين للحسين والعباس (عليهما السلام ) اضافة الى الشوارع والأزقّة.
كما تضطر بعض المواكب الوافدة الى كربلاء الى ان تنصب خياما خارج المدينة او في اطرافها وتنظيم امورها لتقديم المنام والماكل والمشرب لافرادها وضيوفها من الزائرين.
وخلال اقامة مواكب العزاء في كربلاء يتبادل افراد المواكب الزيارات فيما بينهم للتعارف وتقديم الخدمات لبعضهم البعض والاستماع للخطب والقصائد التي تقام بهذه المناسبة والتي تعبر عن اعتزازهم بتضحيات الامام الحسين واخيه العباس من اجل الاسلام وحبهم وتفانيهم في خدمة الزائرين.
اليكم هذه الصور من المسيرة الولائية المليونية ..